كتابة قصة قصيرة: أهم خمس وسائل تجذب القراء

 إن كنت تهوى تعلم كتابة قصة قصيرة جذابة؛ فما عليك إلا أن تغمض عينيك وتذكر تلك اللحظات، في قصة كنت أنت جزءًا منها في الواقع أو ربما تمنيت أن تكون!




ما الذي يجعل هذه القصة جذابة للغاية بالنسبة لك؟

وما هي تقنيات الكتابة التي قد تستخدمها لتجعل القصة بها عنصري الإفادة والتشويق في نفس الوقت؟ 

من المهم أن تدرك أن الكاتب هو نتاج ما يقرأ حيث تعد قراءة أعمال الكتاب المحترفين طريقة رائعة لصقل مهارة الكتابة لديك.

في هذا المقال سأخبرك خمسة أساليب مهمة في الكتابة القصصية لتعطي قصتك جاذبية مبهرة لكل قارئ.


استحضار الخيال والحواس 

تلك الوسيلة هي أن تغمر خيال القارئ في أحداث القصة باستحضار حواسه المستخدمة في موقف ما وكأنه موقف حقيقي.
مثلاً، إن كان المشهد في الحقل يمكنك أن تدخل في المشهد رائحة العشب وصوت الساقية في البركة المجاورة وتضيف إليه عاطفة المشهد.

تلك الفقرة قمت بتأليفها للتو من أجلكم لأنني أحب تلك الوسيلة عند كتابة قصة قصيرة:

"بعد ذلك الشجار، ذهب الأخ بعيدًا وألقى من يده ذلك الدفتر المليء بذكرياته ... لم يعد يشعر أنها ذات أهمية، حتى أخته لانا لم تظهر تعاطفًا تجاهه.
تقف لانا عند سور الحقل صامتة ساهمة توجه نظرها للدفتر الملقى فوق العشب، لم تقرأ حرفًا منها حين أمسكتها، كانت فقط تنظر لبوابة الغرفة لتعطيه دفتره الذي سقط على الأرض وتمدح رسوماته التي صمم بها الغلاف الجلدي العتيق.
هب نسيم دافئ برائحة العشب، في الوقت الذي انهمرت فيه بعض الدموع على وجهها وهي تطالع أول صفحة..
تسارعت خطواتها وهي تخرج من الحقل، لقد عرفت إلى أين اتجه...".

حسنًا، لا تسألني إلى أين اتجه فأنا أيضًا لا أدري، اسأل لانا.

استخدمت في المشهد السابق دفء النسيم ورائحة العشب لاستحضار حواسك، تلك الطريقة لطيفة وتغمرك في المشهد.

إنشاء شخصية معقدة وغامضة

يريد القارئ شخصية ما ليكرهها أو يتعاطف معها أو يتسائل ويتشوق لمعرفة ما هو دورها في القصة.

في المثال السابق كان هناك غموض بشأن الأخ الأصغر، هناك شيء جعله يغضب من عدم تغير رد فعل أخته وهي لم تدركه ولذلك حدث الشجار لأنها ظنت أنه غاضب من أنها قرأت مذكراته بينما هي لم تفعل، وهو ظن أنها تعلم ما يحدث ولكنها لم تأبه لذلك وفضلت أن تتجاهله، وذلك الشيء الذي فقط لانا وأخوها يعرفانه وسيواجهانه بعد قليل، هو شخص غامض وخطر يستهدف شيئًا يهمهما...

ربما ذلك الغامض هو شخص سيكرهه القارئ، أو يتعاطف معه، أو يحتقره، أو سيختفي ولن تشعر تجاهه سوى بالغموض.


إثارة عاطفة القارئ

اترك تساؤلات لم تتم الإجابة عنها بعد، واجعل مشاعر القارئ تتراوح بين الغموض والحقيقة، وأثر مشاعره وانتباهه من خلال الكشف عن تفاصيل لم تُكتشَف سابقًا.

 تلك الإجابات تساعد القراء على فهم الآثار المترتبة على مشهد ما، عليك أن تتسبب في جعلهم يتذمرون ويتساءلون عما سيحدث بعد ذلك.

يمكنك إثارة العديد من أنواع المشاعر مثل: الفكاهة والحب والتصميم والغضب وما إلى ذلك. 

تبقي هذه المشاعر القوية القارئ منخرطًا في القصة ولديه فضول بشأن مستقبل الشخصيات.



استخدم طريقة سرد تلائم زمن الأحداث

استخدم اللهجة والألفاظ الأقرب للفترة الزمنية والمكان الذي حدثت فيه قصتك، أظهر التفاصيل التي انتشرت وميزت تلك الفترة.
نظام الحياة وطبع الناس يختلف من زمن لآخر، هذا شيء لا يجب أن تغفل عنه.

اسحب خيال القارئ للمشهد كأنه يعيشه

اجعل القارئ يرى بعين بطل قصتك، اوصف المشهد، ومشاعر البطل، خائف.. مرتبك.. سعيد.. متوتر..إلخ
صف المؤثرات التي تحدث مع البطل ومن حوله، تذكر أن استقبال مؤثر بسيط يكون قويًا في بعض الظروف، أنت حتمًا تخشى سقوط ملعقة على البلاط وأنت تريد تناول الشوكولا دون علم أختك التي تسمع دبة النملة في حال وجود الحلوى..


ربما جاءتك بعض الأفكار أثناء قراءة هذا المقال، لا تغفل عن تدوينها فأنا أثق أنها ستكون رائعة.

اطلع على: قصة "الوادي المخيف في عقلي".

كتبته: شروق نورالدين.
دققته: أروى حمدي التوني 

تعليقات