خولة حمدي: حياة الكاتبة خولة حمدي ورحلتها الأدبية.

من الجدير بالذّكر وجود نماذج مؤثرة بين صفوف الشباب كالكتّاب الذي يكرّسون أقلامهم لنشر الوعي وإحياء الأدب، خاصة إن كانت كلماتهم تخدم دينهم وتعيد ترسيخ القِيم؛ لذلك سنتحدث في هذا المقال عن إحدى تلك الشخصيات وهي الكاتبة "خولة حمدي"؛ فهل تمتلك تجربةً مع أحد مؤلفاتها؟ 


النشأة والمسيرة العلميّة: 


كاتبة وروائية وُلدت عام ١٩٨٤م بِمدينة تونس العاصمة، حاصلة على شهادة الماجستير عام ٢٠٠٨م من مدرسة المناجم بمدينة سانت إتيان بفرنسا، وشهادة الدكتوراه في بحوث العمليات عام ٢٠١١ من جامعة التكنولوجيا بمدينة تروا بفرنسا. 

تقيم بالرياض، و تعمل كأستاذة جامعية في تقنية المعلومات، جامعة الملك سعود. 



البداية الأدبية: 


اتّسمت كتابات خولة حمدي بالطابع الإسلامي إلى حد كبير، كما تضمّنت الرد على بعض الشبهات التي تواجه الإسلام. 

بدأت خولة حمدي مجال التأليف عام 2006 م، بِصدور أول أعمالها الأدبية إلكترونيًّا، وهي رواية «أحلام الشباب»، وتوالت بعدها العديد من الأعمال الأدبية التي حققت مبيعات عالية، كما لاقت أعمالها تقبّلًا كبيرًا من فئة الشباب. 


الأعمال الأدبية: 

          

  • رواية أحلام الشباب. 

  • رواية في قلبي أنثى عبرية. 

  • رواية غربة الياسمين. 

  • رواية أن تبقى. 

  • رواية أين المفر. 

  • رواية أرني أنظر إليك.

  • ياسمين العودة. 


نبذة عن أهم الأعمال: 


 رواية في قلبي أنثى عبرية: 


صدرت أول مرة عام ٢٠١٢ م، كما تواجدت باللغتين: العربية والفارسية. 

صرّحت الكاتبة أن الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية، تأتي الرواية على رأس قائمة أشهر رواياتها، والتي حققت شهرة واسعة في الأوساط الشبابية والثقافية.

 تتميز الرواية بقصة فتاة مسلمة "ريما" التي فقدت والديها وعاشت مع عائلة يهودية، وتعكس التحديات التي تواجهها في التوفيق بين دينها الإسلامي والحياة الجديدة التي تعيشها في العائلة اليهودية، وكل ذلك في إطار درامي ممتاز، وتسارع الأحداث المشوقة التي تزيد من جاذبية الرواية، كما حققت مبيعات كبيرة، واحتلت مكانة متقدمة بين الكتب الأكثر مبيعًا للكاتبة.



رواية غربة الياسمين: 


صدرت عام ٢٠١٥م، تركز الرواية على معاناة العرب المسلمين أثناء رحلات السفر والعيش في الخارج في ظل الغربة. 

تجسد الكاتبة من خلال أبطالها تجاربهم الصعبة المتعلقة بقضايا مثل الحجاب واختلاف الثقافات والمبادئ بين المسلمين والمجتمع الغربي، الذي يحتوي على تباين في الدين والتقاليد والقيم.

إلى جانب ذلك، تتناول الرواية ظاهرة استخدام مصطلح "الإرهاب" بشكل مبالغ فيه ومفرط في العالم الغربي، وكذلك النظرة العنصرية التي يُنظر بها إلى المسلمين بشكل عام، كما أن الرواية تعكس تحديات الغربة والتعايش والتفاهم بين الثقافات المختلفة في عالمنا المعاصر. 


رواية أن تبقى: 


صدرت عام ٢٠١٦م، تركز الرواية على قضية حلم السفر والهجرة التي تشغل بال الشباب في هذا العصر، والتأثير الكبير للغرب والدول الأوروبية على وعيهم وآمالهم.

كما تسلط الضوء على سلبيات وعيوب هذا الحلم الذي يسيطرعلى أذهان الشباب، والتي لا يدركونها فيما يتعلق بالسفر والهجرة.

بالإضافة إلى ذلك، تتداخل أحداث الرواية مع رواية سابقة للكاتبة خولة حمدي بعنوان "غربة الياسمين"، وتقدم إجابات لبعض التساؤلات التي أثارتها الرواية السابقة. 


رواية أين المفر: 


صدرت عام ٢٠١٧م، تتحدث الكاتبة في بداية الرواية عن الثورة التونسية، ثم بدأت خلال الأحداث تخلط بين مشاعر الحب والوطنية والثورية، وهذا الخليط يُثير نفس القارئ ويتفاعل مع الرواية كلمةً كلمة وجملةً جملة.

تتعرض هذه الرواية لتناقض آراء القراء، والأمر يرجع إلى وجود نسختين من الرواية، نُسخة كتبتها المؤلفة في الثامنة عشر من عمرها ولم تكن جاهزة للنشر، ولكن نُشرت دون إذنٍ منها، والثانية هي التي نُشرت بشكل رسمي؛ فمن ينتقد ينتقد غير الرسمية، وليست الرواية الرسمية التي نشرتها الكاتبة.



رواية أرني أنظر إليك: 


صدرت عام ٢٠٢٠م، هذه قصة تتحدث عن شاب تونسي يدعى "مالك" نشأ في أسرة ملتزمة دينيًا، عانى مالك كثيرًا من اضطهاد السلطات وتعذيبه بسبب اعتقاده، لكنه قرر الهجرة بصورة غير شرعية ليهرب من الألم والذكريات السيئة. 

خلال رحلته، واجه صعوبات جديدة؛ حيث تصارعه الثقافة الغربية والإلحاد، لكنه استطاع البقاء على دينه وتخطي التحديات بفضل قوة إيمانه والهداية التي كانت توجهه.



الجوائز الأدبية: 


حصلت خولة حمدي على جائزة كتارا للرواية العربية تكريمًا على أعمالها الروائية المؤثرة. 


في النهاية، يجب على الكُتّاب الإيمان بقوة أقلامهم وتأثيرها في الأوساط الشبابية، وأن كتاباتهم قد تترك بصمةً في عقول الكثيرين. 



كتبته: رهف محمد.
دققته لغويًا: أروى حمدى التونى 




تعليقات