الهشاشة النفسية: ما هي وكيف نتخلص منها؟

 أصبح التعامل مع الحياة اليومية أمر شاق وصعب على الكثيرين، خاصةً أولئك الذين يعانون من حساسية مفرطة تجاه أفعال الآخرين وتصرفاتهم معهم، لذا أصبح من المهم البحث عن طريقة للتغلب على الهشاشة النفسية في التعامل مع الحياة.




تعريف الهشاشة النفسية

غياب القدرة على مقاومة تأثير المشاكل وتحديات الحياة، واللجوء لتضخيم الألم والمبالغة في تقدير حجمه، لدرجة قد تصل لإيقاف النشاطات اليومية أو حتى الانهيار العصبي عند مواجهة مشاكل لا تستدعي  ذلك، بسبب تأخر النضوج الفكري والشعوري والتصور الطفولي للحياة وعدم القدرة على تحمل المسئولية، مما يجعل الشخص عالق في دائرة الخوف ودائرة الأخرين. 


أسباب الهشاشة النفسية

  • غالبًا تكون مشكلة ناتجة من طريقة النشأة التي أدت لعدم وجود مناعة نفسية. 
  • الحماية الزائدة من الأهل للأطفال، وجعل الأطفال معتمدين عليهم كليًا وعدم تحميلهم جزء من المسئولية. 
  • التفكك الأسري وغياب الروابط القوية بين أفراد الأسرة مما يؤدي لترك فراغ عاطفي.
  • غياب التربية الدينية مما يؤدي لأزمات وجودية وغياب المعنى الواضح للحياة. 
  • التصورات الحالمة وعدم الواقعية في توقع عقبات الحياة بسبب رفاهية العصر الحالي الذي جعل نمط الحياة سريع وسهل.
  • عدم الرضا عن النفس وعن حيواتنا الحالية، والذي ساهم في زيادة تلك الحالة انتشار الحيوات الزائفة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي.
  • عدم إدراك الفرق بين العرض النفسي العابر والمرض النفسي، مما دفع الشباب لجعل المرض النفسي هو الشماعة الأولى للعجز عن التعامل مع الحياة.




كيفية حل مشكلة الهشاشة النفسية

للتغلب على الضعف النفسي عليك بدايةً التخلِي عن عدم الرغبة في المواجهة والتهرب من تحمل المسئولية.


ما يجب على الآباء

  • إنشاء الطفل مرتبطًا وواعيًا بدينه، ويحتكم إليه في شئون حياته بدلًا من تهميش الدين.
  • مشاركة الطفل جزء من مسؤولية المنزل تدريجيًا بما يتناسب مع عُمره وجعله يتولى مسئولية القيام باحتياجاته الشخصية.
  • الاكتفاء بإرشاد وتوجيه الأبناء عند مواجهة المشاكل بدل من حلها لهم. 

  • توضيح الصورة الحقيقية للحياة بعيدًا عن وردية حكايات ما قبل النوم، أو جعل الأمور تبدوا سوداوية.
  • ترك مجال للطفل للتعبير عن أفكاره وإظهار شخصيته، والبُعد عن النقد الهادم والمقارنات سواء كان الطرف المنتصر أو المهزوم في المقارنة. 
  • ترك مساحة مستقلة للأبناء بمجرد الوصول لسن الرشد، وعدم التدخل الجبري في اتخاذ قراراتهم المصيرية والاكتفاء بالنصح.


ما يجب على الفرد تجاه نفسه  

  • السعي لفهم النفس البشرية وتوسيع مداركك حول طبيعتك البشرية وما يعتريها من ضعف والسعي لإيجاد حلول واقعية بعيًدا عن أوهام التنمية البشرية.
  • إحاطة نفسك ببيئة إيجابية وطلب العون من المقربين لك في رحلتك للتغير، وتذكر أنك خير داعم لنفسك ف«أستعن بالله ولا تعجز».

  • دراسة كل خطوة وقرار قبل اتخاذه وإدراك حقائق الأمور فلا تستصعب يسيرًا، ولا تستهين بما يحتاج لبذل جهد.
  • الارتباط بالدين والاهتمام بالجانب الروحاني، وجعله ركنًا متين تلجأ إليه في أوقات ضعفك وانهيارك. 
  • التحلي بالصبر والإرادة في مواجهة مشاكلك وعدم الانسحاب عند كل عقبة؛ فالتخلص من الهشاشة النفسية أمر تدريجي ولن يحدث بين ليلة وضحاها.


الخطوة الأهم للتخلص من الهشاشة النفسية هي الوعي بحجم معاناتك الناتجة منها ومواجهة مخاوفك في الحياة، والأمر نسبي ويختلف من شخص لشخص، ‹الهشاشة النفسية› ليس مصطلح علمي متفق على تعريف ثابت له ولا هو بمرض له أعراض وعلاجات محددة، الأمر يعتمد على تكوينك الفكري والعاطفي ومدى مرونتك في التعامل مع مواقف الحياة وتقلُبَاتِها السريعة. 


وختامًا: فإن القلق والحزن والوسوسة والشعور بالانهزام هم أعراض نفسية تمر علينا جميعًا وهي دليل أننا بشر أسوياء فمن لا يشعر بمختلف الأحاسيس الإيجابية والسلبية لديه خلل.

المهم أن لا نجعل السلبية نمط حياة، ولأن الهشاشة النفسية ليست بمرض فيجيب أن نجعل اللجوء للطبيب أو الأخصائي النفسي الخيار الأخير في التخلص منها، فكما تجعل كثرة الأدوية جهازنا المناعي أضعف فإن كثرة اللجوء للطب بلا حاجة حقيقة تُضعف مقاومتنا النفسية. 


اطلع على ملخص كتاب الهشاشة النفسية في هذا الفيديو:


كتابة: سهام عيسى.

دققته: أمل إبراهيم.


تعليقات