القصص القصيرة للأطفال: ما هي أفضل طريقة لسردها؟

 



من المعروف أن الأطفال في سنٍ صغير محبين للإستماع للقصص كثيراً، ولكن بالطبع أنهم سريعي الملل لهذا من المفضل أن تكون القصص قصيرة، ورغم هذا فيجب علينا اختيار القصص القصيرة للأطفال بعناية.

فما هو المراد تحقيقه من القصص القصيرة للأطفال؟ هل هو الترفيه؟ أم بعض القيم الأخلاقية المراد غرسها في الطفل؟ أم معالجة بعض المشاكل النفسية لدى الطفل؟

كما أن طريقة سرد القصة من المهم أن يكون لها شكل مميز، لكي يجذب انتباه الطفل من نبرة صوت وطريقة سرد.


ما هو تعريف القصة في أدب الأطفال؟

هو "فن أدبي يهدف إلى كشف أو غرس مجموعة من الصفات والقيم والمبادئ والاتجاهات بواسطة الكلمات المنثورة"

فهي ما يكتب ويوجه للأطفال لسببٍ ما، إما كشف صفات وقيم ومبادئ واتجاهات داخل الطفل أو غرسها به.

هي تعتبر عملاً فنيًا رسالته الأولى تتضمن: إثارة انبهار الطفل، والترفيه عنه، وإسعاده، وهذا الانبهار يؤدي إلى إثارة ذكاء الطفل وحبه للاستطلاع والاكتشاف .

فتؤدي به إلى التوافق الروحي والنفسي.


لهذا فالقصة تعتبر عمل فني يهدف إلى المتعة أولاً والتثقيف ثانياً.


أنواع القصص القصيرة للأطفال

يوجد العديد من أنواع قصص الأطفال، وتعتمد هذه الأنواع على سن الطفل وما يحتاجه منها فمنها:

  1. الخيالية.
  2. الدينية.
  3. النفسية.
  4. المغامرة.
  5. الفكاهة.
  6. اجتماعية.
  7. ثقافية.


القصص الخيالية

في مرحلة الطفولة المبكرة من (٣–٥) سنوات ينبغي أن يكون الخيال محدود، فلا يفضل الأخذ بهذه القصص لهذه المرحلة ،وانما يؤخذ بها في مرحلة الطفولة المتوسطة من(٦–٩) سنوات، فيكون الطفل في حاجة للخيال المنطلق الحر في هذا السن.


القصص الدينية

هي قصص تتميز بالطابع الديني، وليس لها سن محدد ،والهدف منها غرس قيم دينية داخل الطفل ومن أمثلتها:

  1. أهل الكهف.
  2. أصحاب الفيل.
  3. الإسراء والمعراج.

القصص النفسية

هي قصص تعمل على الجانب النفسي للطفل، فهي تجعل الطفل متزناً في شخصيته، فيتم اختيارها إما لتعزيز سلوك إيجابي للطفل، أو للتخلص من سلوك سلبي لديه، ولإعطائه أيضاً بعض النصائح التربوية. 




قصص المغامرة

تكون لمرحلة الطفولة المتأخرة من (١٠–١٢) سنة فيكون ازداد نشاط الطفل، وأصبح في حاجة إلى قصة قريبة من واقعه. 

تتسم بالشجاعة والسيطرة والمغامرة والانطلاق ومن أمثلتها:

  1. مغامرات أليس في بلاد العجائب.
  2. الريح في الصفصاف.
  3. جميلة والوحش.
  4. قصص السندباد البحري.


قصص الفكاهة

هي قصص تعتمد على الفكاهة دون السخرية، بل بكل لباقة وأدب لتوصيل الغرض منها (معلومة أو ترفيه أو قيمة) من أمثلتها:

  1. القرد المتشائم، والتي ترسل للطفل أن يتفاءل: (تفاءلوا بالخير تجدوه).
  2. الرجل والضفدع، والتي ترسل للطفل أن القلق والخوف من عوامل الفشل في الحياة وتؤثر سلباً علينا.
  3. جحا ونوادره.
  4. الأرنب الذكي ،لكامل كيلاني (دار المعارف).



قصص اجتماعية

قصص للتعامل مع المجتمع، وتعزز من ثقة الطفل بنفسه، وأغلبها عن التحديات المجتمعية ،مثل: ركوب حافلة المدرسة لأول مرة، أو حضور زفاف وغيرها، ومن أمثلتها:

  1. الصديق الحقيقي ، والتي تنمي في الطفل التسامح.
  2. الطلبة الأربعة الأذكياء، وهي أن لا يكذب ويقول الصدق ويتحمل مسئولية أفعاله.
  3. الصديقان والدب، وتنمي في الطفل معنى الصداقة.
  4. قصة عم نعناع، عبد التواب يوسف (دار المعارف).

قصص ثقافية

قصص تمد الطفل بالمعلومات، والمعارف، والحقائق عن الطبيعة والحياة، وتنمي في الطفل لغته، وأسلوبه، وقدرته على التعبير عن أفكاره، ومشاعره، واحتياجاته، ومن أمثلتها:

  1. النملة التائهة.
  2. السلحفاة والشمام.
  3. سلسلة حكايات عمو محمود.





كيفية اختيار القصة للطفل

1- يجب أن تكون مناسبة لعمر الطفل:

فليس كل القصص مناسبة لكل الأعمار ،فيجب مراعاة شخصيات القصة إما حيوانات (للسن الصغير) ،وإما أشخاص (للسن الأكبر) ،وقلة عدد الشخصيات .


2- ألا تتضمن ما يثير مخاوف الأطفال أو تعطيهم مفاهيم خاطئة عن الحياة:

 فيجب أن نتجنب القصص التي تمجد العنف كوسيلة لحل المشاكل، أو التي تجعل القوة البدنية هي العامل الأساسي في حسم مختلف المواقف، فمثل هذه القصص تشجع على السلوك العدواني.

ولهذا السبب يجب تجنب القصص التي يتغلب فيها الشرير على الشرطي أو الممثل للقانون، والتي تتضمن إثارة العطف على قوة الشر، وهذا لأن الأطفال يتأثرون بمختلف مواقف القصة أكثر مما يتأثرون بالخاتمة التي ندين فيها الشر بعبارات عامة.

كما يجب تجنب القصص التي تقوم على السخرية من الآخرين، وتدبير المقالب لهم وإيقاع الأذى بهم (مثل موضوع أفلام الرسوم المتحركة الأمريكية "توم وجيري"). 

كذلك يجب الحذر من القصص التي تتضمن ازدراء الأجناس الملونة، أو احتقار الحياة الإنسانية.


3- البعد عن التعقيد:

فيجب أن تكون القصة واضحة المعاني للأطفال، أحداثها بسيطة وغير معقدة؛ ليستطيع الأطفال فهمها بسهولة.


4- الحرص على اختيار قصص هادفة:

اختيار القصص التي تنمي الاهتمام بالأخلاق، وقواعد السلوك، والدين، والأدب، والفن، وتنمي الشعور بالمسئولية، وما نريد أن ننميه في طفلنا ونبنيه به على وجه العموم بشرط ألا يأتي بشكل مباشر .


وفي كل ما سبق يمكن أن نعدل في أحداث ومواقف القصة حتى تناسب الطفل ومرحلته.


كيفية سرد القصة للطفل

أثناء سرد القصة حاول الاهتمام بالملاحظات التالية:

  1. مراعاة استخدام أسلوب الحوار والسؤال والجواب لقص القصة ،للحرص على تفاعل الطفل طوال الوقت، وتعبيره بالألفاظ والخبرات والخيال.
  2. تنويع الأصوات بين الشخصيات لجذب انتباه الطفل أكثر.
  3. اختيار الوقت الملائم لسرد القصة، فلا يكون الطفل منهمك في نشاط آخر، ولا مجهد مما يمنعه من التركيز.
  4. الترحيب بالأسئلة، حتى لا يفقد الطفل متابعته لموضوع القصة.
  5. اختيار الألفاظ المناسبة للطفل.


بعد سرد القصة:

  1. تقوم بأسئلة وحوار حول مواقف القصة وشخصياتها والغرض منها .
  2. اختيار اسم جديد للقصة، لاستثارة ذهن الطفل وخياله.
  3. يحكي الطفل قصة مشابهة في مضمونها وموضوعها للقصة التي سمعها.


علينا أن نعرف أن القصص القصيرة للأطفال من أهم ما يحتاج له الطفل، فهي تساعدنا على غرس ما يحتاجه الطفل، وتنمية مفاهيمه ومعارفه.


المصدر: كتاب أدب الطفل الرحلة والتطور(النثر) للدكتور محمد فوزي مصطفى (دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر)، (كلية التربية –جامعة الإسكندرية).


كتبته: إيمان علاء.

تعليقات