العرب: وأثر حضارة المسلمين في أوروبا.

العرب 


للإسلام فضلٌ عظيم على الحضارة الحديثة، وأثر العرب لا يمكن تجاهله أو غض النظر عنه. 

وقد أدي اتصال المسلمين بالغرب إلي انعكاس الحضارة الإسلامية على أوروبا؛ مما كان له أبعد الأثر في تطور الفكر العالمي.


وكان أثر العرب متجلياً تارةً في العلوم والطب، وتارةً في الفلك، وكذلك في الموسيقى والفن، وأحياناً في الجغرافية.


أثرُ فلاسفةِ العرب في أوروبا

1-أولهم "ابن سينا" الذي تأثر به كثيرٌ من مفكري الغرب،واقتبسوا منه براهينه عن وجود النفس ورموزه الفلسفية.
2-أما "ابن رشد" فقد سماه "دانتي" الشارح الكبير،وتأثر به كثيرٌ من فلاسفة إيطاليا في القرن الثالث العشر.

أثرُ أطباءِ وكيميائيي العرب في أوروبا

أما في ميدان الطب فقد سبق المسلمون الإفرنج في عدة امراض:

  1. كأمراض الجذام
  2. وشرح مرض الجدري
  3. والخصبة وعلاجها
  4. وعلاج العين

بل وفي عدة مجالات:

1-كالعلاج النفسي: وكان "ابن سينا" ممن اشتهروا به.
2-والجراحة: فقد كان "أبو القاسم الزهراوي" في طليعة جراحي المسلمين.


وكانت تعاليمه ومعلوماته ووسائله وآلاته أساساً متيناً بُنيت عليه صروح الجراحة الحديثة.


3-والبصريات: فقد وصل "ابن الهيثم" في القرن الحادي عشر للميلاد بعلم البصريات إلي أبعد درجات التقدم.

وقال عنه المؤرخون:

« إنه أعظم علماء الطبيعة في القرون الوسطى،ومن علماء البصريات القليلين في العالم»

4-علم النبات والصيدلة:

ويعتبر "ابن البيطار" -الذي توفي عام 1248م- أشهر علماء النبات والصيدلية في الأندلس.

وقد اتخذ أغلب علماء الغرب من مؤلفاته مرجعاً لهم، ومن أشهر مؤلفاته: 

  • كتاب «المغني في الأدوية المفردة».
  • كتاب «الجامع في الأدوية».

ويعتبر هذا الكتاب الأخير أعظم كتاب من نوعه في العصور الوسطى، ففيه نجد عرضاً لنحو أربعمائة وألف مادة،بينها نحو مائتي نبات.

وإذا كانت مدرسة "سالرنو" قد أصبحت أول جامعة للطب في أوروبا، فإن الفضل يرجع إلي الطب العربي فيما أحرزته تلك المدرسة من شهرة؛ نظراً لما كان يُدرس فيها من علوم عربية.
حيث كان أطباء المسلمين يحضرون إليها من شتي البلاد الإسلامية؛لإلقاء المحاضرات فيها.

وأما في ميدان الكيمياء فقد اقترنت بحوث العرب في الطب ببحوثهم في الكيمياء.
فاستفاد الأوروبيون منها استفادةً كبيرة ونُقِلَت عدة كتب، منها:

1-كتب "الرازي"
2- كتب "جابر بن حيان "

ومنها تلقي الأوربيون تقسيم المواد الكيميائية إلي:

1- نباتية
2-وحيوانية
3-ومعدنية

كما ويعتبر "الرازي" أول من وصف حمض الكبريتيك والكحول.

ويقول المستشرق"جوستاف لوبون": « إنه لولا ما وصل إليه العرب من نتائج واكتشافات ما استطاع "لافوازيه" -أبو الكيمياء الحديثة- أن ينتهي إلى اكتشافاته.


 أثرُ جغرافيي العرب في أوروبا:

كما أن العرب برعوا في الجغرافيا، ومن إسهاماتهم:

1- مؤلفات أشهر الجغرافيين العرب وهو "الإدريسي"، والتي نُقِلت إلي اللغة اللاتينية، وتعلمت أوربا علم الجغرافيا منه في القرون الوسطى.

2- خريطة "الإدريسي" المحتوية على منابع النيل والبحيرات الاستوائية، التي لم يكتشفها الأوروبيون إلا في العصور الحديثة_ كانت من أبرع الخرائط الجغرافية. وهي تثبت أن معارف العرب في جغرافية إفريقيا قد توسعت توسعاً كبيراً.

3- وللبيروني فضل السبق إلي دراسة السوائل في عيون الأرض ومرتفعات الجبال.

أثرُ اختراعاتِ العرب في أوروبا

وهناك أثرٌ للعرب لا بأس به في ميدان الاختراعات؛ فالعرب عرفوا:

  1. آلة الظل.
  2. المرايا المحرفة بالدوائر
  3. المرايا المحرفة بالقطوع
  4. قطعوا شوطاً كبيراً في الميكانيكا.
  5. ولما بعث الخليفة العباسي "الرشيد" الساعة الدقاقة الكبيرة إلى "شارلمان" ملك فرنسا، تعجب منها أهل ديوانه، ولم يستطيعوا أن يعرفوا كيفية تركيب آلاتها.


أثرُ موسيقيي العرب في أوروبا

وجديرٌ بالذكر أن كتاب «إحصاء العلوم» "للفارابي" كان ذا قيمةٍ كبيرة عند المشتغلين بالموسيقى من الأوروبيين.

وقد أشار فارمر إلى هذه الحقيقة، وأضاف أن المنفعة الحقيقة لهذا الكتاب كانت توجيه انتباه الغرب إلى العلوم العربية.

بعض الآلات الموسيقية التي شاع استخدامها في أوروبا قد أُخذت عن العرب.
كما أن بعضَعها -مثل العود- لايزال يسمى باسمه العربي في جميع البلاد الأوروبية.



حقاً كان العرب هم أسياد الحضارة، وبنى الغرب حضارتهم آخذين أسسها من حضارة العرب، وبينما لايزال العرب يتفاخرون بماضيهم، صنعوا هم حاضرهم، فإلى متي تنوي الوقوف مشاهداً بلا حراك؟
ألم يحن الوقت لنعيد للعرب مجد حضارتهم أيها العربي؟


تعليقات