كثير منا يسأل نفسه يوميًا وخاصًة بعد دقات الثانية عشر؛ فيبدأ عقلك يتذمر ويلح عليك طالبًا الإجابة الشافية لهذا السؤال: من انا؟
لا تقلق.. فكلنا أنت.
هل تساءلت يومًا لماذا يراودني هذا السؤال؟ ولماذا أنا ؟
أود طمأنتك؛ فنحن اليوم معك حتى نجيب لك عن هذا السؤال المرير إلحاحه والمرجو إجابته.
ولكن ياعزيزي القارئ لست وحدك من تعيش هذه المعاناة، كل أفراد جيلك تقريبًا داخل أدمغتهم يدور هذا السؤال بلا توقف وبطريقة أو بأخرى، لا يجدون إجابة شافية لهذا السؤال ولسوء الحظ!
كيف تعرف نفسك؟
ياترى هتقولي ايه لو سألتك أنت مين؟
الدكتور الفلاني في مستشفى …..، أو المدرس في المدرسة…..؟
لماذا لم تفكر ولو لمرة بإجابة نفسك هذه الإجابة وانتهى الأمر؛ أم أنك تعلم أن هذه ليست الإجابة وهنا ياعزيزى مربط الفرس.
نفسك تريد معرفة حالك لا مركزك الوظيفي أو التعليمي؛ فهذا لا يعبر عنك أبدًا فأدوارنا تتغير و وظائفنا كذلك.
بأي مرآة أرى نفسي؟
كيف ترى نفسك؟
هل أنت جميل لأن أحدهم أثنى على جمالك مرة؟
أم أنك الأم الكسولة لأن زوجك قالها لك مرات ومرات؟
أم الموظف الغير مسؤول بشهادة مديرك والزملاء؟
يسرني أن أقول لك يا عزيزي ويا عزيزتي أنكم غير ذلك كله، وأن هذه التعريفات لم تلتصق بكم إلا إذا أردت أنت إلصاقها بنفسك؛ فكل من حولك يثني عليك أو غير ذلك حسب حالتهم المزاجية، وربما تجاهلك أحدهم تمامًا فلا مدح ولا ذم؛ لا لعيب فيك ولكن لأن مزاجهم لم يسمح بهذا فقط.
وهنرجع تاني نسأل أنا مين ؟
بعد أن نزعنا من أنفسنا كل لقب وصفنا به أو وصمنا به .
ماذا تبقى لنا؟
أعرف أن التيه زاد والسؤال عاد يضرب رأسك بقوة أكثر من ذي قبل
وهذا المطلوب حتى تفكر فى نفسك أعمق من هذا بكثير
خذ نفسا عميقا وفكر.. ما نقاط قوتك؟
هل أنت صاحب حس فكاهي أم أنت تجيد الكلام والتفكير التحليلي المنطقي، أم أنك تجيد الحنان والعاطفة، أم ماذا يميزك ويجعلك تضوي دائمًا؟
ابحث ياعزيزي عما يميزك دائمًا، ثم اكتبه في ورقة واحتفظ بها؛ فالأمر لم ينتهي بعد.
ومن ثم اكتب ما نقاط ضعفك بكل صراحة، ومن ماذا تخاف وكل ما هو عرقلة لك واكتبه أيضًا في تلك الورقة.
ماذا أفعل تجاه نفسي؟
بعد أن حددنا الضعف والقوة لدينا نحدد ماذا نحب وماذا نكره ؟
ونجري جلسة فضفضة مع أنفسنا؛ فهي الصديق الأوفى لنا دائمًا وأبدًا
ونبكي معها ياصديقي ابكى كثيرًا حتى تهدأ ثم حدثها بصوت عالٍ على ما يزعجك فى نفسك، وما تود القيام به بعد ذلك لكي تصير ما تريد، وتعاهدا سويًا على طي كل صفحات الماضي ولتبدأوا سويًا صفحةٌ جديدة يملؤها الأمل والتفاؤل.
قم واحضر لنا مشروبنا المفضل ودعنا نحتفل بالصلح يارفيق.
مفعول المسكن لا يدوم طويلا :
اتفقت معك في أول المقال أنني سأساعدك على إيجاد نفسك، وها أنذا اصدقك؛ فمصالحتك مع نفسك وفرت عليك الكثير من العناء، ولكنها متمردة لا ترضى بالاستكانة ستظل تنغص عليك ليلك إن لم تصل إلا تحقيق ذاتك.
ألم تلاحظ شيئًا غريبًا؟ هذه هي المرة الأولى التي أقول فيها "تحقيق ذاتك".
نعم ياعزيزي؛ فنفسك حينما سألتك السؤال في المرات السابقة لم تكن تريد معرفة تعريفك لنفسك إنما أرادت أن تحفزك لكي تكون إنسان يحقق الإنجازات ويبهرها أو بمعنى آخر يطمئنها.
كلنا جئنا الدنيا لهدف سامي وهو تعمير الأرض كما أمرنا الله تعالى
وكلما ابتعدت عن هذا الهدف وقفت لك نفسك المحبة بالمرصاد، ووقفت أمارتك بالسوء باللهو؛كما قال شيخ الإسلام إبن تيمية :
"نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".
كيفية العلاج :
علاج كل هذا يا صديق حقق نفسك ستشفى من كل هذه الأفكار، وسيصبح عملك شاغلك عن كل الأسئلة الموجعة؛ لأنها بكل بساطة لم تعد موجعة واصبح عندك من الإجابات ما يكفي لردعها
هدية المقال:
بما إنك قارئ صبور أهدي لك بداية الخيط وأول الطريق حتى تصل إلي الهدوء والسلام النفسي.
فأضع بين يديك:
- محاضرات الدكتور عبد الرحمن ذاكر الهاشمي في سلسلة من انا ولم أنا.
- بودكاست البحث عن معنى.
- كيف ترفع جودة حياتك؟ لأحمد أبو زيد.
حب نفسك عشان هي تستاهل تتحب.
كتبته: إسراء خيري.
دققته لُغويًا: أمل إبراهيم.