ظهر فن كتابة المقالات في العصر الحديث وسعى الكثير من الناس لتعلم كيفية كتابة مقال احترافي حتى تصير تلك وظيفتهم.
وذلك من أجل مواكبة التغيرات الحياتية الحادثة في المجتمع، اتخذ المقال عددًا من الأشكال وامتلك من الخصائص ما يميزه عن غيره من فنون النثر التي تمتلئ بها اللغة العربية.
في مقالنا اليوم سنوضح ما هو المقال وما تحتاج معرفته بشأن كتابة المحتوى.
ما هو المقال؟
المقال هو أحد أنواع الأدب، وهو أيضا أحد أنواع الكتابة النثرية، حيث يدور حول فكرة واحدة فقط أو جزء منها، أو يعبر عن وجهة نظر ما، ويكون هدفه إما التوضيح أو الإقناع أو الإثارة أو أهداف أخرى.
ما هي أنواع المقال؟
المقال الذاتي:
ويتضمن المقال التأملي والوصفي والشخصي، وفيه تتم مخاطبة القلب والعقل، ويعد تعبيرًا عن المشاعر فقط، ويُصاغ بأسلوب خاضع للجمال الفني والتصويرات البلاغية، ويبنى على الإيقاع المعتمد على ملائمة الحروف، والتضاد، والتقسيم والازدواج، والمعاني الجذابة.
صفات المقال الذاتي:
- خضوع أسلوبه للجمال الفني وجميع متطلبات الكتابة الأدبية من عناصر جمالية.
- وضوح الذات، حيث أن شخصية الكاتب تكون واضحة في المقال.
- مخاطبته للقلب والوجدان بالإضافة إلى العاطفة أيضا.
المقال الموضوعي:
يتم في هذا المقال مخاطبة العقل والفكر، بطريقة منهجية معتمدة على الأدلة، والمنطق، والتحليل، والمناقشة، وفيه لا تظهر شخصية الكاتب وأفكاره وعواطفه.
صفات المقال الموضوعي:
يجب أن يكون المقال الموضوعي فيه الآتي:
- ملتزما فيه بالموضوعية والحيادية.
- يستند كاتب هذا النوع من المقالات إلى الأدلة والإثباتات الأكيدة والمقنعة.
- حريص على جمع المعلومات من مصادرها الموثوقة.
ومن أمثلة المقال الموضوعي: المقال العلمي، والفلسفي، والرياضي.
خصائص المقال
يتميز المقال بالعديد من الخصائص هي:
- ترابط الأفكار بشكل جيد.
- مناسب لفكر القارئ وقادر على إقناعه
- لابد من ألا يتجاوز بضع الصفحات وإلا أصبح بحثًا.
- صياغته بأسلوب شيق جذاب للقارئ مؤثر فيه.
- لابد أن يكون مصاغًا بطريقة أدبية نثرية لا شعرية.
- استخدام أساليب متنوعة.
ما هي عناصر المقال الأساسية؟
الفكرة:
وتعتبر من أهم عناصر المقال حيث يحدد فيها الكاتب المعني والهدف من مقالته بأسلوب سهل وشيق.
العنوان:
هو عنصر الجذب الأول في المقال، وكلما كان العنوان جذابًا شيقًا كلما زاد عدد المطلعين على المقال.
المحتويات:
وهي عدد من الفقرات يشرح فيه الكاتب كل ما يريد بشيء من التوسع.
الخاتمة:
وهي الفقرة الأخيرة في المقال ويذكر فيها الكاتب ما توصل إليه من معلومات في هذا المقال بشكل مبسط.
اللغة:
هنا يكون الكاتب حريصًا على اختيار كلماته ولغته التي يعبر بها، ويراعي فيه الآتي:
- ألا يستخدم فيه جملًا طويلة بشكل مبالغ .
- عدم وجود كلمات غير مهمة في المقال .
- ألا يستخدم فيه مصطلحات وجملًا مبتذلة.
- عدم تكرار الأسماء واستخدام الضمائر.
- عدم استخدام شبه الجملة أو الجملة كبديل لكلمة واحدة.
- ألا يستخدم المبني للمجهول في غير مكانه وعند الحاجة إليه فقط.
العاطفة:
وتختلف أهمية وجودها حسب نوع المقال، حيث أنه في المقال الذاتي يكون وجود العاطفة أمرًا لابد منه، وفي المقال الموضوعي تختفي أهميتها ووجودها فيه.
خطوات كتابة المقال:
تشمل كتابة المقال ثلاثة مراحل هي:
مرحلة الإعداد.
مرحلة الكتابة.
مرحلة المراجعة.
مرحلة الإعداد:
يتم فيها الإعداد والترتيب للمقال الذي ستكتبه، وهي من أهم مراحل كتابة المقال؛ التي إذا نفذتها بنجاح ستكون قد وضعت أساسًا قويًا لمقالك، وتتكون هذه المرحلة من ست خطوات هي:
1- فهم ما المطلوب في المقال:
تتمثل هذه الخطوة في فهم ما هو مطلوب منك في المقال جيدا، وبإمكانك فعل ذلك عن طريق الخطوات التالية:
- اقرأ موضوع المقال بشكل جيد.
- حدد الهدف من المقال والموعد النهائي لتسليمه وطوله.
- ضع قائمة بالمحاور التي يمكن أن تتكلم عنها في إطار موضوع المقال.
2- فهم الجمهور المستهدف:
لابد أن تفكر في من هم جمهورك المستهدف قبل أن تفكر في كيف يمكنك كتابة المقال. حيث إنك إذا عرفت شخصية جمهورك وحددتها جيدا سيكون لذلك تأثير كبير على أسلوبك في الكتابة. ويوجد نوعان من الجماهير هما:
الجمهور غير المتخصص:
تجنب جميع التفاصيل المعقدة.
استخدم أسلوبًا بسيطًا سلسًا وكلمات مفهومة.
اشرح شرحًا مبسطًا لإيصال مرادك.
استخدم أمثلة لكي توضح النقاط الأساسية في المقال.
الجمهور المتخصص والخبير:
وعند التعامل معه عليك القيام بالآتي:
ألا تبالغ في شرح المصطلحات التقنية والأشياء الواضحة.
برر إثباتاتك بحذر وبطريقة علمية صحيحة.
استخدم لغة أدبية قوية وصياغة معقدة.
أظهر الفوارق بين الإثباتات والحجج التي تستخدمها.
3- اختيار موضوع مقالك:
يوجد العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها اختيار موضوع مقالك منها طرق تقليدية كالعصف الذهني، أو عن طريق ما يسمى بالكتابة الحرة أي إنك تقوم باختيار موضوع عام والكتابة عنه بضع دقائق لجمع العديد من الأفكار المتعلقة به.4- إجراء البحث اللازم:
هنا عليك أن تبدأ بالبحث في مصادر موثوقة كالكتب الإلكترونية والمواقع الموثوقة للعثور على المعلومات اللازمة لإنشاء مقالك. ولا تكتب فقط عن المحاور التي حددتها في مرحلة اختيار الموضوع ولكن ابحث عن أفكار وعناصر أخرى متعلقة بالموضوع.
5- حدد الهدف من كتابة المقال:
وهذا الهدف هو ركيزتك الأساسية لبناء المقال، ولابد عند تحديد هدفك من كتابة المقال أن تراعي الآتي:
- قم بتقديم عبارة تتطلب الكثير من التحليل والأدلة.
- لخص حجتك في فقرة صغيرة جدا.
- احرص أن تكون كل فكرة في مقالك تدعم حجتك الأساسية.
6- وضع مخطط للمقال:
وهنا عليك التخطيط والترتيب لعناصر مقالك حتى تقوم ببناء مقال مترابط.
مرحلة الكتابة:
وتتضمن هذه المرحلة ثلاث خطوات يكون من السهل عليك تنفيذها بعد انتهائك من المرحلة الأولى وهذه الخطوات هي:كتابة المقدمة:
و للمقدمة أهمية كبيرة في جذب انتباه القارئ، لأنها تعطيه فكرة حول ما سيجده في المقال. وتشغل المقدمة حوالي 10-20% من إجمالي المقال. وغالبا ما تحتوي المقدمة على إجابات ثلاثة أسئلة هي:
- ما الذي يدور حوله مقالك؟ ولذلك لابد من أن تقدم فيها خلفية بسيطة عما ستتحدث عنه.
- لماذا اخترت هذا الموضوع؟ وهنا عليك أن تقدم إجابات مختصرة تدل على المعلومات الجديدة الموجودة في المقال.
- كيف سيكون مقالك؟ وهنا عليك أن تعطي نبذة عن المحاور والمواضيع التي ستتناولها في مقالك.
كتابة محتوي المقال:
هذه الخطوة يكون من السهل عليك تنفيذها بعد عمل مخطط للمقال في المرحلة الأولى. وفيه يجب عليك مراعاة الآتي:
1- طول المقال:
يعتمد على طبيعة المقال ونوعه ومكان نشره. ولكنه في الغالب يشمل حوالي 60-80% من المقال.
وطوله في المقالات الجامعية الأكاديمية يصل إلى 10 صفحات.
2- هيكلة المقال:
وهنا احرص على أن يكون لكل فقرة محور أساسي واحد فقط،
ويتم إنشاء الفقرات كالتالي:
جملة الموضوع وهي أول جملة تكتب في الفقرة ويكون واضحًا فيها فكرة الفقرة الأساسية وتشكل محطة انتقال بين فكرة وأخرى.
الجمل التالية لجملة الموضوع وهي عبارة عن الإثباتات والأدلة التي تدعم الفكرة الرئيسية.
للخاتمة دور كبير في مساعدة القارئ على ترتيب و تجميع أفكاره قبل الانتهاء من المقال، لذلك يجب أن يكون الكاتب حريصا على:
- تلخيص جميع الأفكار الموجودة في المقال وتوضيح علاقتها بالفكرة الأساسية.
- التطرق لبعض التساؤلات العامة التي لها علاقة بموضوعك.
في هذه المرحلة تكون قد أوشكت على الانتهاء من مقالك، فلم يتبق إلا مراجعة مقالك للتأكد من أنه خالٍ من الأخطاء وأي مشاكل أخري.
وفي هذه المرحلة عليك التأكد من الآتي:
أن المقال متوافق مع جميع الشروط المطلوبة فيما طلب منك.
تأكد من أن مقالك مرتب ترتيبا منطقيا.
تأكد من توافق جميع الفقرات مع هدف المقال الأساسي.
التأكد من خلو المقال من الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية.
وهكذا نكون قد عرفنا في هذا المقال خصائصه وأنواعه وخطوات كتابته بطريقة احترافية.
كتبته: رحمة وائل.
دققته لغويًا: أروى حمدي التوني.