أساسيات القصة القصيرة: أهم مراحل تكوين القصة القصيرة.

أحد أسباب بحثنا عن أساسيات القصة القصيرة هو معرفة كيف نكتُب قصة قصيرة بِبراعة؟ 


أساسيات القصة القصيرة


يُعد فنّ كتابة القِصص القصيرة، إحدى الفنون التي تشغل أذهان القُرّاء والكُتّاب بشكل كبير، حيثُ تعكس المواقف الواقعية، والمشكلات التي تنمّ عن خبرة الكاتب، لأنّها في الغالب تكون مُقتبَسَةً من مواقف وتجاربٍ تعرّض لها الكاتب، أو رآها، أو سمع عنها، وكذلك قد تكون مُستوحاة من خيال الكاتب؛ لِذا يكون الفنّ الأقرب لِقلوب القرّاء، كما تُقرَأ القصة القصيرة في وقت قصيرٍ على عكسِ الرّواية التي تستغرق وقتًا كبيرًا لِإنهائها واستخلاص العبرة منها. 


         


التعريف بالقّصة القصيرة: 


فن من فنون الكتابة، انتشر بشكل كبير في القرن الماضي، ويعد سردًا واقعًا أو خياليًّا، يَعكس أحداثًا معيّنة أو مشكلةٍ ما ينسجها الكاتب، وتستمرّ الأحداث حتى يصل إلى الحل في النهاية، ويكون عدد كلماتها من 3000 كلمة إلى 7500 كلمة. 



مراحل تكوين القصة القصيرة: 





أولًا: تحديد الفكرة.


 من المعلوم أن عقلنا يخزّن الكثير من المشاهد والمعلومات والأحداث بِشكل يوميّ، ولتكون كاتبًا جيّدًا لا تجعلها تمرّ عليك‌ دون اقتباس أحدِ الأفكار منها أو تدوينها، ثُمّ قُم بِبعض التعديلاتِ البسيطة عليها؛ لِتكون فكرةً جيّدةً لِقصتك، كما يمكنك التصفح والبحث بشكلٍ يوميّ على مواقعِ التواصل الاجتماعي، ستجد الكثير من الأشخاص يسردونَ تجارب ومواقف مرّت بهم، كذلك ستجدُ الكثير من القِصص التي ستغذّي عقلك بالأحداث والأفكار، واحرص على أن تكون فكرتك هذه مُفيدة ونافعة لِلقارئ. 



ثانيًا: بناء هيكل القصّة.


يجبّ أن تخطّط قبل البدء لجميع المشاهد بِدقّة، وترتيب الأحداث في عقلك ترتيبًا جيّدًا يتناسبُ مع مضمون فكرتك، كما عليكَ بناء الشخصيات وأدوارهم من كل الجوانب . 

           

         

ثالثًا: البداية القوية. 


بِما أنّ الكثير يحكم على الكتاب من غلافه؛ لِذا فاحرص على أن يكون افتتاحك لِلقصة صادم، غير متوقّع، مثيرًا لِذهن القارئ حتّى ينغمس في بقيّة الأحداث، كَافتعال مشكلة بين الأبطال، أو حادثٍ غامض، أو ربّما جريمة يتلهّف القارئ لمعرفة الجاني فيها، المُهم أن تُشتعله فضولًا؛ لِاسترسال القراءة. 



رابعًا: الشخصيات. 


احرص على أن تكون شخوص قصتك اثنين أو ثلاثة على الأكثر، تدور حولهم مجرى الأحداث؛ فالقصّة تتميّز بالاختصار والتّكثيف؛ لِذا فلستَ بحاجةٍ إلى عدد كبير من الأشخاص مثل الرّواية، بالتّالي لا تُبالغ في وصفِ شخصياتك أو ذِكر تفاصيل غير مُهمّة، كلمات معدودة لوصفهم تكفي. 



خامسًا: المكان والزمان. 


كما ذكرنا سابقًا أن القّصة لا تستغرق وقتًا كبيرًا في القراءة، وبالتّالي تنحصر في أماكنٍ قليلة -مكان أو اثنين- لعدم تشتيتِ القارئ، كما تدور جميع الأحداث في فترة زمنية قصيرة؛ مُحافظةً على شغف واستمتاع القارئ. 



سادسًا: الصّدمة. 


هي أن تفاجئ القارئ بأحداثٍ لم تكن مُتوقَّعة، كأنْ تزرع في ذهنه توقّعًا ما وتجعل الأحداث تسير على أساس هذا التوقّع، ثمّ تنقلب الأحداث تمامًا بِصدمة كانت بعيدة تمامًا عن ذهنه، وهذه الخطوة مُهمّة جدًا؛ حيثُ يظهر فيها إبداع الكاتب في التلاعب بِعقول القرّاء كما يشاء. 



سابعًا: الختام. 


كما بدأتَ قصتك ببدايةٍ قويّة أبهرت القارئ، يتحتّم عليكَ ختامها بنفس الطريقة، تاركًا نفس الدّهشة والصدمة التي احتلّته من البداية؛ فمن المؤسف أن يكتب الكاتب قصّة جميلة أبهرت القارئ من البداية، ثمّ ينهيها نهايةٍ عاديّة ضعيفة، حتمًا سيُصاب بإحباطٍ على إكماله قصّة كهذه، نهايتها لا تتلائم مع قوة مُحتواها أبدًا. 



بهذا تكون قد تعلّمت أساسيات القصّة القصيرة وما تحتاجه لِإتمام عملك الأدبيّ، ومع كثرة التدرّب وإشباع ذهنك بالأفكار، ستصبح يومًا إحدى مُبدعي فنّ القصص القصيرة. 



كتبته: رهف محمد.

دققته لغويًا: أمل إبراهيم.  



تعليقات