التدقيق اللغوي: ما أهميته؟ وما هي صفات المدقق اللغوي؟

تتنوع مهام المدقق اللغوي بين التصحيح والتدقيق اللغوي والمراجعة اللغوية، حيث يمكن أن يقوم فرد واحد بكل المهام، أو يتخصص كل فرد في مهمة، ويصبح مجال عمله، وفيما يلي سنتعرف على الفرق بينهم.




ما الفرق بين المُدقق والمُصحح والمُراجع؟


  • المُصحح اللغوي: هو الذي يصوب الأخطاء الإملائية واللغوية الموجودة بالنص.
  • المُدقق اللغوي: هو الذي يدقق النص من حيث التراكيب اللغوية لإختيار الأفضل والأدق دلالة في النص.
  • المُراجع اللغوي: يقوم بدور المصحح والمدقق بمراجعة النص.

ولتدخل مهنة التدقيق اللغوي يجب أن يكون لك خطة تسير عليها لتطوير مهاراتك؛ والتي تتضمن مهارات أكاديمية وأخرى شخصية تساعدك على إحتراف المهنة. 


خطوات تعلم التدقيق اللغوي:


لتتمكن من تعلم التدقيق اللغوي عليك أن تتبع الخطوات التالية:

1- التأهيل العلمي نظريًا:


أول خطوة يجب على المدقق اللغوي إتقانها وإجادتها هي قواعد اللغة العربية، والمطلوب ليس الإلمام بجميع علوم اللغة ولكن ينبغي معرفة أساسيات يجب معرفتها وفهمها قبل دخول مجال التدقيق اللغوي.


وأول ما يبدأ به المدقق هو علم النحو وأهم ما يبدأ به هو إتقان أبواب المرفوعات، والمنصوبات، والمجرورات، وإعراب وبناء الأفعال.


ثم معرفة وإتقان قواعد الكتابة والإملاء، وأُرشح لك كورس النحو والإملاء الذي تقدمه منصة إدراك: اضغط هـــنـــا.


2- التطبيق والفهم:


وهذا ما يميز مهنة التدقيق اللغوي؛ أن المدقق اللغوي يطبق ما درسه وتعلمه نظريًا؛ فالمدقق اللغوي يستحضر كل القواعد التي تعلمها حتى يطبقها على النص أمامه، وهنا نقول أنه لا يجب عليك حفظ القواعد والنظريات وتسميعها غيبًا، وإنما أنت تتعامل مع أصل اللغة من الكلمات والمفردات والتراكيب لذا، أنت تعتمد على الفهم والتطبيق وليس الحفظ.



3- التركيز وقوة الملاحظة:


أهم ما تحتاج له مهنة التدقيق اللغوي هو التركيز الشديد وقوة الملاحظة، حتى يستطيع المدقق اللغوي أن يعثر على الأخطاء الإملائية، والنحوية، واللغوية الموجودة في النص، فلا يجب أن تكون شارد الذهن أو لديك ما يشغلك ويجعلك غير قادر على التركيز والوقوع في أخطاء سهلة سهوًا وليس جهلًا منك.


وزيادة التركيز وقوة الملاحظة يأتي من التدريب والممارسة المستمرة، ومعرفة مواضع الخطأ، وتجنب الأخطاء السابقة. 


4- الصبر:


مِن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدقق اللغوي هي الصبر، الصبر على الجلوس والعمل لفترات طويلة والقراءة؛ فالمصحح اللغوي يجب أن يجد في القراءة متعته ومصاحبة الكلمات والحروف ضالته، وتصحيح النصوص والكتب يحتاج لصبر كبير حتى يحصل على التركيز المطلوب؛ فينبغي أن يكون المدقق اللغوي صبور وغير متسرع، ولا يمل أو يكل حتى لا تكثر أخطاءه.


5- القراءة:


المدقق اللغوي يجب أن يكون في المقام الأول قارئ جيد، يحب كثرة الإطلاع وقراءة جميع أنواع الكتب والنصوص؛ فهذا يجعل عينيه تعتاد الكلمات والحروف وتلاحظ الأخطاء سريعًا، وتساعده على اكتساب الكثير من المعرفة بالتراكيب والمفردات، شغف القراءة والمعرفة ورغبة الاستزادة العلمية يجعلك قارئ جيد. 


هذا وقد تعرفنا على الخطوات التي تجب عليك  لتصبح مدققًا لغويًا، والآن ماذا عن الصفات التي يجب أن تتحلى بها؟



صفات المدقق اللغوي الجيد:


إليك 6 صفات موجودة لدى كل مدقق لغوي جيد:

1- يكون على دراية بعلوم اللغة العربية:


كما ذكرنا يجب أن يعرف الأساسيات التي تمكنه من البحث والمطالعة في كل مجال من مجالات اللغة العربية، وألا يكون جاهلًا بشيء يجعله يرتكب أخطاء لا ينتبه لها أثناء التصحيح.


2- لديه حصيلة مفردات لغوية:


كيف للمدقق اللغوي أن يصحح الأخطاء إن لم يكن على دراية بها؟ وهذه الحصيلة تأتي من القراءة في كل المجالات، وكثرة الإطلاع والبحث والشغف، والرغبة في الاستزادة العلمية وقراءة الكتب المتخصصة أيضًا.


3- واسع الاطلاع والمعرفة:


معرفة وسائل الوصول للمعلومات وكثرة البحث تجعلك تمتلك حصيلة لغوية من المفردات والتراكيب، حتى تُصبح مدققًا لغويًا متميزًا، وهذا يحتاج كثير من الصبر وحب البحث والقراءة.


4- نظره سليم:


يجب أن يكون المدقق اللغوي سليم النظر أو لديه نظارات طبية حتى لا يقع في أخطاء نتيجة عدم رؤيتها.


5- يتمتع بدقة وسرعة ملاحظة:


الدقة في النظر لكل كلمة وحرف، وملاحظة القواعد النحوية والأخطاء الإملائية الدقيقة، والمفردات والتراكيب المتنوعة كلها تحتاج إلى تركيز وملاحظة.


6- درجة تركيز مرتفعة:


درجة تركيز المدقق اللغوي يجب أن تكون مرتفعة؛ فلا يجلس وسط المشتتات أو يستمع لضوضاء تقلل تركيزه، أن يحصل على وقت مناسب من النوم والراحة، كذلك تناول الطعام الصحي.



مهام عمل المدقق اللغوي: 

  • البحث عن الأخطاء الموجودة بالنص وتصويبها.
  • ضبط لغة النص من الناحية اللغوية والإملائية، والدلالية والبلاغية.
  • تأكيد المعلومات الواردة في النص؛ كالأسماء والأماكن وغيرها.
  • ضبط صياغة النصوص ومراجعة الجمل وترتيب الفقرات. 


طبيعة عمل المصحح اللغوي: 

  1. التعامل مع الشخص: والشخص هنا يكون التعامل مع كاتب محتوى، أو مترجم، أو شاعر، وطلاب الماجستير والدكتوراه والبحث العلمي وغيرهم. 
  2. التعامل مع مؤسسة النشر. 



تمت الاستعانة في هذا المقال بكتاب: الدليل المهني للمصحح اللغوي. 


كتبته: الزهراء صلاح.

دققته: أمل إبراهيم.
تعليقات